في السنوات الأخيرة، تم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في مختلف المجالات، كما جذبت قدراته الإبداعية الكثير من الاهتمام. وخاصة في مجال الإبداع الشعري، فإن ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضاهي البشر أو حتى يتفوق عليهم كان دائمًا محور المناقشة. يقدم لكم محرر موقع Downcodes دراسة جديدة، تستكشف أحدث تقدم الذكاء الاصطناعي في خلق الشعر من خلال مقارنة أعمال الذكاء الاصطناعي والشعراء البشريين، وتكشف عن نتائجها المذهلة.
أظهرت دراسة حديثة أن القراء يجدون صعوبة في التمييز بين الأعمال التي كتبها الشعراء البشر والقصائد الناتجة عن الذكاء الاصطناعي عند تقدير الشعر. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن العديد من الأشخاص صنفوا الشعر الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي بدرجة أعلى من أعمال الشعراء المشهورين. أجرى البحث بريان بورتر، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة بيتسبرغ، وفريقه، ونشرت النتائج هذا الأسبوع في مجلة Nature Scientific Reports.
ملاحظة لمصدر الصورة: يتم إنشاء الصورة بواسطة الذكاء الاصطناعي ومزود خدمة ترخيص الصورة Midjourney
واختار فريق البحث عشرة شعراء مشهورين في الأدب الإنجليزي، منهم جيفري تشوسر، وويليام شكسبير، ووالت ويتمان، وغيرهم، وقام بجمع أعمال أدبية تمتد إلى ما يقرب من 700 عام. ومن أجل استكشاف الاختلافات بين الذكاء الاصطناعي والشعر البشري، طلب الباحثون من نموذج ChatGPT3.5 الخاص بـ OpenAI إنشاء خمس قصائد لكل شاعر. ومن الجدير بالذكر أن هذه القصائد المولدة لم يتم فحصها من قبل البشر، وقام الباحثون مباشرة باختيار أفضل خمس قصائد تم إنشاؤها بواسطة النموذج.
تم إجراء البحث في جزأين. في الجزء الأول، تم اختيار 1634 مشاركًا عشوائيًا لأحد الشعراء، وقرؤوا عشر قصائد بترتيب عشوائي - خمس منها تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وخمس كتبها البشر. وطُلب من المشاركين تحديد ما إذا كان مؤلف كل قصيدة هو ذكاء اصطناعي أم إنسان. وأظهرت النتائج أن المشاركين كانوا أكثر عرضة للاعتقاد بأن القصائد التي أنشأها الذكاء الاصطناعي كتبها بشر؛
وشمل الجزء الثاني من الدراسة ما يقرب من 700 شخص، قاموا بتقييم القصائد على 14 خاصية بما في ذلك الجودة والجمال والعاطفة والإيقاع والأصالة. تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات، وقيل لمجموعة واحدة أن القصيدة كتبها إنسان، وقيل للأخرى أنها من تأليف الذكاء الاصطناعي، ولم يتم إعطاء المجموعة الأخيرة أي مطالبات. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لم يتلقوا أي مطالبات أعطوا عمومًا درجات أعلى للقصائد التي أنشأها الذكاء الاصطناعي، ولكن عندما عرف الأشخاص أن القصائد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، كانوا أكثر ميلًا إلى منحهم درجات أقل.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن المشاركين استخدموا بعض المعايير الشائعة ولكن غير الموثوقة عند الحكم على الذكاء الاصطناعي والشعر البشري. نظرًا لبساطتها النسبية، قد تكون القصائد التي ينشئها الذكاء الاصطناعي أسهل في الفهم من قبل غير المتخصصين، مما يؤدي بهم إلى تفضيل أعمال الذكاء الاصطناعي وإساءة فهم تعقيد القصائد البشرية باعتبارها أعمالًا لا معنى لها. وتظهر نتائج هذه الدراسة أن قدرات الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع الشعري قد وصلت إلى مستوى يكاد لا يمكن تمييزه عن الأعمال البشرية.
وقد أثارت نتائج هذا البحث تفكير الناس المتعمق حول القدرات الإبداعية للذكاء الاصطناعي، كما قدمت اتجاهات جديدة للتطبيق المستقبلي للذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع الفني. إن تقدم الذكاء الاصطناعي لا يتحدى نموذج الإبداع الفني التقليدي فحسب، بل يجلب أيضًا وجهات نظر جديدة لفهم الإنسان وتقديره للفن. سيستمر محرر Downcodes في الاهتمام بتطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيرها.