ويشير أحدث تقرير بحثي صادر عن مؤسسة جارتنر إلى أن ما يصل إلى 30% من المؤسسات ستتخلى عن مشاريع الذكاء الاصطناعي الإنتاجية التي يجري اختبارها بحلول نهاية عام 2025. ولا يرجع ذلك إلى اختناقات فنية، بل إلى ارتفاع التكاليف. تشير التقارير إلى أن نشر مشروع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكلف ملايين الدولارات، أو حتى ما يصل إلى 20 مليون دولار، وهو إنفاق لا يمكن تحمله بالنسبة للعديد من الشركات. ستقوم هذه المقالة بإجراء تحليل متعمق للبيانات الرئيسية الواردة في تقرير Gartner، واستكشاف الأسباب الكامنة وراء التكلفة العالية لمشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدية، وكيف تزن الشركات التكاليف والفوائد لتحقيق التطبيق الفعال لتقنية الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف.
تظهر أحدث الأبحاث التي أجرتها مؤسسة جارتنر، وهي وكالة تحليلية معروفة، أنه بحلول نهاية عام 2025، سيتم التخلي عن ما لا يقل عن 30٪ من شركات الذكاء الاصطناعي التي يتم اختبارها بلا رحمة من قبل الشركات. تم الإعلان عن هذه البيانات المذهلة في قمة Gartner للبيانات والتحليلات التي عقدت في سيدني بأستراليا، وأعطت صناعة الذكاء الاصطناعي ضربة قوية حقًا.
لماذا يحدث هذا؟ اتضح أن التكلفة مرتفعة للغاية! وجدت مؤسسة جارتنر أن المستخدمين الأوائل للذكاء الاصطناعي التوليدي يعانون من ارتفاع التكاليف. فقط تخيل أن نشر مشروع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكلف ما بين 5 ملايين دولار إلى 20 مليون دولار، وهذا مبلغ كبير من المال!
ملاحظة لمصدر الصورة: يتم إنشاء الصورة بواسطة الذكاء الاصطناعي وموفر خدمة ترخيص الصورة Midjourney
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تصميم نموذج ذكاء اصطناعي توليدي مخصص، مثل ضبط نموذج Llama ببيانات خاصة بالصناعة، فإن الاستثمار الأولي سيكون من 5 ملايين دولار إلى 6 ملايين دولار، و11000 دولار إضافية سنويًا بعد ذلك. إذا كنت ترغب في تطوير نموذج من الصفر، فيجب عليك إعداد 20 مليون دولار حتى أن وظيفة البحث البسيطة عن المستندات ستكلفك 750 ألف دولار للبدء.
لا عجب أن الشركات جميعها مقطبة! قالت مؤسسة جارتنر إنه بغض النظر عن مدى طموح الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنه يتطلب من الشركات أن تتمتع بقدر أكبر من التسامح، لأنه استثمار غير مباشر ولا يمكن أن نتوقع أن يكون فعالاً على الفور.
وقالت ريتا سلام، المحللة لدى جارتنر: كان الذكاء الاصطناعي رائجًا للغاية في العام الماضي، والآن لا يستطيع المسؤولون التنفيذيون الانتظار لرؤية العائدات. ومع ذلك، تجد الشركات صعوبة في إثبات وإدراك قيمة الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، ليس كل شيء ميئوسا منه. قامت شركة جارتنر باستطلاع آراء 822 من قادة الأعمال ووجدت أنه بعد اعتماد الذكاء الاصطناعي، تمكنت 15.8% من الشركات من زيادة إيراداتها، ووفرت 15.2% من الشركات التكاليف، وحسنت 22.6% من الشركات الإنتاجية. وعلى الرغم من أن الرقم ليس مرتفعًا، إلا أنه يثبت على الأقل أن الذكاء الاصطناعي لا يزال مفيدًا إلى حد ما.
لذلك، إذا كنت تريد أن تلعب بالذكاء الاصطناعي، فيجب على أصحاب الأعمال إجراء بعض الحسابات لتحليل قيمة العمل والتكلفة الإجمالية، ويجب ألا تنظر فقط إلى العائد المباشر، بل يجب عليك أيضًا التفكير في التأثير المستقبلي.
أبرز النقاط:
تتوقع جارتنر: سيتم التخلي عن 30% من مشاريع الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية عام 2025، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع التكاليف.
إن تكلفة مشاريع الذكاء الاصطناعي مذهلة: فقد تتكلف النماذج المخصصة ما بين 5 إلى 6 ملايين دولار، وقد يتكلف التطوير من الصفر ما يصل إلى 20 مليون دولار.
إن تأثيرات تطبيقات الذكاء الاصطناعي مختلطة: فقد تمكنت حوالي 15% من الشركات من زيادة الإيرادات أو توفير التكاليف، وقامت 22.6% منها بتحسين الإنتاجية.
بشكل عام، يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بآفاق تطبيقية واسعة، لكن التكاليف المرتفعة والعوائد غير المؤكدة لا تزال تمثل تحديات هائلة تواجه الشركات. تحتاج الشركات إلى تقييم احتياجاتها الخاصة بعناية، وتخطيط ميزانياتها بشكل معقول، وإيلاء اهتمام وثيق لاتجاهات تطوير التكنولوجيا من أجل المضي قدمًا بثبات في موجة الذكاء الاصطناعي وتجنب اتباع الاتجاه الذي يؤدي إلى إهدار الموارد بشكل أعمى.