تعمل دبي بنشاط على تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي وتهدف إلى أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وتهدف خطتها الطموحة "مليون موجه للذكاء الاصطناعي" إلى تدريب مليون شخص على إتقان هندسة الذكاء الاصطناعي في غضون ثلاث سنوات، ويُطلق عليه أول مشروع تدريبي واسع النطاق لمواهب الذكاء الاصطناعي في العالم. ولا تتعلق هذه الخطة بمستقبل دبي الاقتصادي فحسب، بل تعكس أيضاً تركيزها على تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتخطيطها الاستراتيجي لتدريب المواهب المستقبلية. ومن خلال تحسين فهم المواطنين وقدرات تطبيق الذكاء الاصطناعي، تلتزم دبي بالحفاظ على القدرة التنافسية الاقتصادية في عصر ما بعد النفط وتحقيق هدف الذكاء الاصطناعي الذي يمثل 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية المطاف.
أصبحت دبي على نحو متزايد بمثابة مرتفع جديد للذكاء الاصطناعي العالمي. ومن أجل ترسيخ هذه المكانة الرائدة بشكل أكبر، أطلقت هذه المدينة ما بعد الحداثة في الخليج برنامجًا تدريبيًا بعنوان "ملايين مطالبات الذكاء الاصطناعي"، يهدف إلى تزويد مليون شخص بالتدريب الهندسي الفوري في مجال الذكاء الاصطناعي في السنوات الثلاث المقبلة، وهو ما هو الأول من نوعه في العالم وهو أول مشروع تدريب هندسي فوري واسع النطاق.
من المعروف أن الهندسة الفورية للذكاء الاصطناعي مهمة للغاية لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتتضمن فهم قدرات نموذج الذكاء الاصطناعي وقيوده، ومن المتوقع أن تكون واحدة من أهم المهارات في مكان العمل في المستقبل. وسيعمل برنامج "مليون مطالبة" على تنمية المعرفة والقدرات المهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، مثل صياغة تعليمات دقيقة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لتحقيق المهام المتوقعة.
وقال ولي العهد الإماراتي الأمير حمدان خلال حفل إطلاق الخطة: "نريد أن نصبح المدينة الأكثر مستقبلية وأن نضع دبي في طليعة الابتكار". باعتبارها ثاني أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تستعد دبي لعصر ما بعد النفط وتهدف إلى أن تصبح مركزًا قويًا للذكاء الاصطناعي. وتشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيشكل 40% من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي بحلول عام 2031.
وقال عمر العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الخطة تهدف إلى أن يوضح للجمهور مجموعة واسعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن للجميع الاستفادة منها بغض النظر عن التكنولوجيا. وشدد على أن تطوير المهارات الهندسية العملية أمر بالغ الأهمية لتحسين نوعية الحياة.
ومن أجل إطلاق برنامج "مليون محفز"، أقيمت مؤخراً بطولة دبي العالمية الأولى لمحفز الذكاء الاصطناعي، والتي استقطبت آلاف المتسابقين للمشاركة في مسابقات هندسية سريعة في المجالات التقليدية مثل الأدب والفن. وفي النهاية، فاز بالبطولة ثلاثة لاعبين من أستراليا والهند على التوالي وسيتقاسمون إجمالي الجائزة المالية البالغة حوالي 270 ألف دولار أمريكي.
ينضم عمالقة التكنولوجيا العالميون إلى جنون الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة. يُذكر أن شركة مايكروسوفت استثمرت 1.5 مليار دولار أمريكي في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية G42، أقرت بأن "الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي". وأنشأت دولة الإمارات أول جامعة للذكاء الاصطناعي منذ عام 2019، كما أنشأ صندوق الثروة السيادية صندوقاً للذكاء الاصطناعي بقيمة 100 مليار دولار.
ومن خلال هذا البرنامج التدريبي الضخم "مليون نصيحة"، تقود دبي موجة جديدة من تدريب مواهب الذكاء الاصطناعي، مما يعزز تأثيرها في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.
ومن خلال برنامج مليون مرشد للذكاء الاصطناعي وغيره من المبادرات، تعمل دبي بنشاط على بناء مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي وإرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية المستقبلية. إن استراتيجيتها الجريئة وإجراءاتها العملية تستحق التعلم والمرجعية من قبل البلدان الأخرى.