في الآونة الأخيرة، أصدرت الجمعية الفرنسية للملحنين وناشري الموسيقى بالتعاون مع جمعية الموسيقى الألمانية تقريرًا بحثيًا مثيرًا للقلق. وكشف التقرير عن التأثير المحتمل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الحياة المهنية للموسيقيين، مما أثار قلقا واسع النطاق بين المطلعين على الصناعة. وتظهر نتائج الأبحاث أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تغير بشكل عميق طريقة تأليف الموسيقى ونشرها، مما يشكل تهديدا كبيرا لمعيشة الموسيقيين، الأمر الذي يتطلب الاهتمام والحلول.
وفقا لبحث صادر عن الجمعية الفرنسية للملحنين وناشري الموسيقى وجمعية الموسيقى الألمانية، يشعر أكثر من ثلثي الموسيقيين بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيهدد قدرتهم على كسب لقمة العيش. كما وجدت الدراسة أن 35% من المشاركين استخدموا الذكاء الاصطناعي في المجالات المتعلقة بتأليف الموسيقى، ومن المتوقع أن ينخفض دخل الموسيقيين بنسبة 27% في السنوات القليلة المقبلة. وأظهر الاستطلاع أيضًا أن معظم المشاركين يطالبون بمزيد من الشفافية من الشركات التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، وأن السياسيين يولون المزيد من الاهتمام لتحديات الذكاء الاصطناعي وحقوق النشر.
تسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على الوضع المعقد للفرص والتحديات الناجمة عن تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وتحتاج صناعة الموسيقى إلى التكيف بنشاط مع البيئة التكنولوجية الجديدة، مع تعزيز حماية حقوق ومصالح الموسيقيين، واستكشاف التعايش المتناغم بين الذكاء الاصطناعي والإبداع الموسيقي. ومن المأمول أن يتم وضع قوانين ولوائح ومعايير صناعية أكثر اكتمالاً في المستقبل للتعامل مع حقوق النشر والتحديات الاقتصادية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للموسيقيين.