وتشهد صناعة أشباه الموصلات التي تبلغ قيمتها 530 مليار دولار انقساما آخذا في الاتساع: فالشركات التي تركب موجة الذكاء الاصطناعي تزدهر، في حين تتخلف الشركات التي تفوتها عن الركب. وانطلاقًا من النتائج الأولية لموسم أرباح الربع الثالث للأسهم الأمريكية، فإن هذه الفجوة قد تتحول قريبًا إلى هاوية.
وقال كريستوف فوكيه، الرئيس التنفيذي لشركة ASML الهولندية العملاقة لتصنيع الرقائق، في مؤتمر عبر الهاتف الأسبوع الماضي: "بدون الذكاء الاصطناعي، ستكون سوق (الرقائق) قاتمة للغاية".
كانت طلبات ASML في الربع الثالث فقط نصف توقعات السوق، نظرًا لضعف الطلب في المجالات غير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، خفضت الشركة توجيهات المبيعات لعام 2025. تسببت صدمة الأداء في انخفاض أسهم ASML بأكثر من 16٪ الأسبوع الماضي.
ليس هذا فحسب، فقد أثار التقرير المالي لشركة ASML جولة جديدة من مخاوف السوق بشأن صحة صناعة الرقائق، حيث انخفض مؤشر بورصة فيلادلفيا لأشباه الموصلات الأسبوع الماضي، وهو أكبر مصنع لمعدات الرقائق في الولايات المتحدة، بأكثر من 12 نقطة كما انخفض كل من KLA وLam Research.
على الرغم من الإشارات الإيجابية التي أطلقها الذكاء الاصطناعي، فإن الأسواق الرئيسية مثل أجهزة الكمبيوتر الشخصية والسيارات لم تخرج بعد من الشتاء البارد ، ويتوقع ريوتا ماكينو، محلل صندوق غابيلي، أن يستمر التمايز في صناعة الرقائق حتى عام 2025 على الأقل.
ينبغي لنا أن نتوقع استمرار هذا الاختلاف، لأنه من الآمن تمامًا افتراض أن الذكاء الاصطناعي هو الذي يقف وراء كل ذلك.
من بين أسهم الرقائق التي أعلنت عن تقاريرها المالية، بالإضافة إلى ASML، هناك اثنان من عمالقة الرقائق التقليدية الذين تأخروا في منافسة الذكاء الاصطناعي:
تعمل شركة إنتل على خفض التكاليف وتأخير بناء مصانع جديدة لمواجهة انخفاض المبيعات والخسائر المتزايدة. قدمت سامسونج اعتذارًا نادرًا للمستثمرين بعد أن أدى تأخير شحنات رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي HBM3E إلى نتائج مخيبة للآمال في الربع الثالث.
هذا الأسبوع، سوف يولي المستثمرون اهتمامًا وثيقًا لتقارير الأرباح من شركة Texas Instruments، والتي من المقرر أن تصدر تقريرها بعد الجرس يوم الثلاثاء بالتوقيت الشرقي ، حيث يتم استخدام منتجات الرقائق التناظرية من قبل مجموعة واسعة من مجموعات العملاء.
مجتمعة، فإن الطريق أمام صانعي الرقائق صعب، حيث شهد العديد منهم وصول أسهمهم إلى مستويات قياسية في وقت سابق من هذا العام. بدأ بعض المتداولين يفقدون صبرهم ويقومون ببيع الأسهم.
بالمقارنة مع الشركات العملاقة المذكورة أعلاه، "نحن أكثر حذرًا بشأن شركات معدات أشباه الموصلات الأخرى"، كما كتب محلل كانتور فيتزجيرالد سي جيه ميوز في مذكرة بحثية:
لقد اعتقدنا أن المتسابقين الأوائل على المدى الطويل مثل ASML سيكونون أفضل حالًا. ومن الواضح أن افتراضنا خاطئ.
ستعلن شركة Lam Research عن أرباحها في 23 أكتوبر، وستعلن KLA في 30 أكتوبر، وستعلن شركة Applied Materials في 14 نوفمبر. وقال موسى إنه يتوقع أن يكون لهذه الأسهم مجال أكبر للانخفاض.
في حين أن أداء الشركات العملاقة التقليدية مثل ASML يتعرض للضغوط، فإن شركات الرقائق التي استفادت من ارتفاع الإنفاق على الذكاء الاصطناعي أصبحت أكبر الفائزين.
ووفقا لتقديرات وسائل الإعلام، استثمرت مايكروسوفت والشركة الأم لجوجل ألفابت وأمازون وميتا بلاتفورمز أكثر من 50 مليار دولار في النفقات الرأسمالية في الربع الثاني، ذهب معظمها إلى الشركات المصنعة لمكونات الحوسبة. وقال معظم هؤلاء العمالقة إنهم يخططون لاستثمار المزيد من الأموال في الأرباع القليلة المقبلة لتوسيع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن تصل مبيعات شرائح الذكاء الاصطناعي إلى 168 مليار دولار هذا العام وتقفز إلى 245 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقًا لسوليتا مارسيلي، مديرة الاستثمار في الأمريكتين في UBS Global Wealth Management.
كتب مارسيلي في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي:
ما زلنا متفائلين بشأن آفاق النمو القوي لرقائق الذكاء الاصطناعي وسنولي اهتمامًا وثيقًا لتوجيهات الإدارة بشأن الطلب المستقبلي في الأيام والأسابيع القادمة.
ولا شك أن الرابح الأكبر في موجة الذكاء الاصطناعي هذه هي شركة NVIDIA، حيث حقق سعر سهمها رقماً قياسياً تاريخياً جديداً الأسبوع الماضي، حيث ارتفع بنسبة 175% هذا العام، متجاوزاً شركة Apple لتصبح الشركة ذات القيمة السوقية الأعلى في العالم.
ستعلن Nvidia عن نتائجها المالية الربع سنوية الجديدة في نوفمبر. يعتقد بعض الناس أن أداء NVIDIA في الربع الثالث قد "يواجه صعوبات" بالنظر إلى سعر سهمها الباهظ وقاعدتها العالية لنفس الفترة من العام الماضي. في التقرير المالي للربع الأخير، بلغت توجيهات إيرادات Nvidia للربع المالي الثالث 32.5 مليار دولار أمريكي، وهو ما كان في منتصف النطاق المتوقع (32 مليار دولار أمريكي - 33 مليار دولار أمريكي)، والذي كان أقل من أعلى التوقعات وأصدر أيضًا إشارة أن نمو الأداء قد يتباطأ.وبالإضافة إلى البيانات المالية، قال بعض المحللين إن المستثمرين سوف يولون اهتمامًا وثيقًا أيضًا لحجم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لشركة Nvidia وآخر الأخبار حول رقائق Blackwell.
ومن الجدير بالذكر أنه حتى بعض الفائزين ليسوا محصنين ضد الضعف في السوق غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل شركة Broadcom العملاقة للرقائق المخصصة ، والتي انخفض سعر أسهمها الشهر الماضي بعد أن فاقت أعمالها غير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوقعات.